السبت، 14 يناير 2012

0 سبب التشكك في الكتاب المقدس


سبب التشكك في الكتاب المقدس
إنّ سبب الشّكّ الأساسي، مهما تنكّر وتستّر، هو في الغالب الميل إلى الخطيّة، فلا يرحّب المتكبّر المُحبّ للخطيّة بمناهي كلمة يهوه وإرشاداتها، وإذ لا يرغب في الانصياع لتعليمها تجده على استعداد أن يشكّ في صحّتها وينكر سلطتها، فلكي نصلَ إلى معرفة الحقّ يجب أن تكون فينا رغبةٌ صادقةٌ في معرفة الحقّ وميلٌ قلبيٌّ للسّلوك بموجبه، وكلّ الذين يدرسون الكتب المقدسة بمثل هذه الرّوح يجدون فيها البراهين القاطعة على أنّها كلمة يهوه حقّاً، وقد يكتسبون من معرفة حقائقها ما يحكّمهم للخلاص.
قال يهوشوه: "إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التّعليم" (يوحنا 7: 17)، فعوضاً عن التّساؤل والتّماحك في ما لا تفهمه احرص أن تنتبه إلى النّور الذي قد حصلت عليه فتأخذ نوراً أعظم، واجتهد، بنعمة المسيّح، أن تقوم بكلّ واجب قد صار واضحاً أمامك فستنال قوّة تقدّرك على فهم ما أنت فيه الآن شاكٍ وعلى القيام به أيضاً.
إنّ في الاختبار لدليلاً يدركه الجميع، متعلّمين كانوا أو أميّين، ويهوه يدعونا إلى امتحان صحّة أقواله وصدق مواعيده إذ يأمرنا قائلاً: "ذوقوا وانظروا ما أطيب...[السّيّد]" (مزمور 16: 24)، لأنّه لا بُدّ أن يحققّ لنا هذه المواعيد التي لم تَخِبْ قطّ ولن تخيب أبداً، وإذ ندنو من يهوشوه ونفرح بملء محبّته تزول شكوكنا وينقشع ظلامنا في نور حضرته الجميل.
قال الرّسول بولس إنّ يهوه "أنقذنا من سلطان الظّلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبّته" (كولوسي 1: 13)، وكلّ من قد انتقل من الموت إلى الحياة "قد ختم أنّ ...[يهوه] صادق" (يوحنا 3: 33)، فيمكنه أن يشهد قائلاً: "احتجت إلى العون ووجدته في يهوشوه الذي سدّ حاجاتي وأشبع جوع نفسي وجعلني أؤمن الآن أنّ الكتب المقدّسة إعلانٌ بيهوشوه المسيّح، فإن سألتني عن سبب إيماني بيهوشوه أجبت أنّني، اختبرته كمخلّصي وإلهي وإذا سألتَني عن ثقتي بالكتب المقدسة أجبت أنّي وجدتها صوت يهوه لنفسي" وهكذا قد يكون لنا في أنفسنا الشّهادة أنّ الكتاب المقدّس حقٌّ، وأنّ المسيّح ابن يهوه، وأنّنا في إيماننا به "لم نتّبع خرافات مصنعة".
حثَّ بطرس الرّسول الأخوة على أن ينموا "في النّعمة وفي معرفة...[إلهنا] ومخلّصنا...[يهوشوه] المسيّح" (2 بطرس 3: 18)، فإنّه عندما يكون شعب يهوه نامياً في النّعمة يزداد على الدّوام فهماً وإدراكاً لكلمته، ويكون في استطاعته أن يرى نوراً جديداً وجمالاً جديداً في حقائقها المقدّسة، ولقد صدق هذا القول في كلّ تاريخ الكنيسة على مدى العصور، وسيظلّ صحيحاً إلى النّهاية، كقول الحكيم، "أمّا سبيل الصّديقين فكنورٍ مشرق يتزايد وينير إلى النّهار الكامل" (أمثال 4: 18).
فبالايمان نستطيع أن نتطلّع إلى الأبديّة ممسكين بوعد يهوه من جهة ما سنكون عليه من النّموّ العقليّ واتّحاد مداركنا بالمدارك الإلهيّة وجعل كلّ قوّة من قوى النّفس على اتّصال مباشر بمصدر النّور، فحينئذ نستطيع أن نفرح ونتهلّل لأنّ كلّ الأمور التي تسبّب لنا حيرةً وارتباكاً بشأن أعمال العناية ستكون واضحة جليّة، والأشياء التي تبدو لنا عسرة الفهم ستكون مُدركة مفهومة، وكلّ ما بدا لعقولنا مشوّشاً مضطرباً سنراه على أتمّ انسجام وأجمل تنسيق "فإنّنا ننظر الآن في مرآة في لغز ولكن حينئذ وجهاً لوجه، الآن أعرف بعض المعرفة لكن حينئذ سأعرف كما عُرِفت" (1 كورنثوس 13: 12).

ليست هناك تعليقات:

إظهار التعليقات

Commentairesأضف تعليقك